أكد الأمين العام للجنة الحوار الإسلامي – المسيحي محمد السماك، في مذكرة بكركي، "وجوب رسم خط بين مضمون صيغة العيش المشترك من حيث احترام التعددية والحريات العامة وبين السلوك السياسي الذي كان يترجم سلبا في مستوى هذه الصيغة، سيما وانه اساء الى صيغة العيش المشترك".
ورأى في حديث إذاعي، أنه "لو كنا أحسنا عيش هذه الصيغة لوفرنا على العالم العربي كل ما يعانيه، حيث كانت كل الدول تمثلت به ومارست صيغة العيش المشترك. ولو التزمنا بروحية هذه الصيغة لكان العالم العربي وجد فيها اضاءات أدخلها الى أنظمته الداخلية"، محملا مسؤولية كبيرة للبنان بحمله هذه الرسالة.
وأوضح أن "دور لبنان بحجم رسالته فلذلك عندما لا يكون اللبنانيون بمستوى هذه الرسالة يكون دوره سلبا جدا لناحية التعثر في العالم العربي بكامله".
وإعتبر أن "التأييد المبدئي لمذكرة بكركي والإنقسام على التفسير يعكس الإنقسام السياسي الكبير بين الإفرقاء السياسيين"، منوها الى ان "التفاهم المسيحي – المسيحي أساس لترجمة مذكرة بكركي".
وحول المؤتمر التأسيسي المطروح، أوضح السماك "أننا اليوم أمام مذكرة بكركي وفيها تصديق للأسس الوطنية ولإستكمال اتفاق الطائف، سيما وان الطائف لم يستكمل تطبيقه خصوصا في تطبيق اللامركزية الإدارية التي نص عليها الإتفاق".
وردا عن سؤال، أجاب: "إننا اليوم في حالة مختلفة عن زمن الوصاية التي لم يطبق فيها الطائف، والآن بين بيان بعبدا ومذكرة بكركي لدينا مادة أساسية تشكل مرحلة جديدة لبداية قيام دولة على الأسس الدستورية".
وفي سياق متصل، أشار السماك الى "أمر بغاية الخطورة وهو شيء غير طبيعي إذ يستهدف الإسلام من خلال المسيحي وذلك عندما يصور ان الإسلام يرفض الآخر، فكيف يمكن لهذا الآخر ان يقبل الإسلام"، متسائلا "من أعطى هؤلاء المجرمين أمثال "بوكو حرام" و"الجماعات التكفيرية" وغيرها المرجعية لكي يتكلموا بإسم الإسلام؟".
ولفت الى أن "تهجير المسيحيين يعني ان هذا النسيج الوطني في كل دورلة عربية تفكك فقد سحب الخيط المسيحي منه وعندما يسحب خيط من هذا النسيج ينهار ويفقد تاريخه وهويته اضافة الى فقدانه للعناصر الثقافية وخسارته للثروة البشرية وفوق ذلك كله فقد اعطى رسالة للعالم انه في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة لا يمكن قبل المسيحيين وبالتالي لا يجب عليكم ان تستقبلوا المسلمين بدوركم في بلاد الغرب".